أخبار وتقارير

رجال “القاعدة” في اليمن ينتقمون خلال تقهقرهم بقطع رؤوس من يحاربونهم والتمثيل بجثثهم

 

لودر (اليمن)، لندن – – تصف مراسلة صحيفة "ذي تايمز" ايونا كريغ في تقرير لها من بلدة لودر في محافظة ابين اليمنية نشرته الصحيفة اليوم الاربعاء الثمن الدموي الذي يدفعه المقاتلون اليمنيون من اجل التخلص من المتشددين الاسلاميين التابعين لتنظيم "اتلقاعدة" في بلادهم. وتقول ان ذلك الثمن يتضمن قطع رؤوس والتمثيل بأجساد خلال تقهقر انصار "القاعدة" عن مواقعهم. وهنا نص التقرير:


"الجثث المقطوعة الرؤوس كانت متناثرة وسط رماد محطة الكهرباء المحترقة. وألقيت جثث اثني عشر من مقاتلي الميليشيا المحلية والجنود في احد الجوانب. وكانت جثث السجناء المشوهة تحذيرا سيئا تركه الاصوليون المنسحبون لأولئك الذين يجرؤون على المشاركة في قتال "القاعدة" وحلفائها في اليمن.

قال علي عيدة، 38 عاما: "سلخوا جلدة رأس هذا الجندي وكأنها غطاء علبة. وتركوا أحد مقاتلينا معلقا على شجرة وجُرح رجله مفتوحا وثقوب الرصاص ظاهرة في صدره الى ان مات".

اصبحت بلدة لودر في جنوبي اليمن آخر خط امامي في الحرب على الإرهاب. ويرفرف علم "القاعدة" الاسود على مناطق واسعة من محافظة أبين الجنوبية، والمنطقة التي أصبحت ملاذا للأصوليين المصممين على شن هجمات على الغرب.

لكن السكان المحليين يقومون الآن بهجوم مضاد. وعيدة واحد من أربعة قادة لميليشيا محلية مكونة من 5 آلاف من رجال القبائل الذين يبادرون بالهجوم بدعم من الجيش اليمني والمستشارين الأميركيين. ويتجول رجاله مسلحين ببنادق "كلاشنيكوف" التقليدية في البلدة المحررة، بمحاذاة السيارات المحطمة والمباني التي ظهرت عليها ثقوب القذائف.

وكجنوبيين طالبوا لفترة طويلة بالاستقلال عن الشمال الحاكم فإن السكان المحليين يعتبرون جيش اليمن قوة احتلال.

ولكن وللمرة الأولى يحارب الخصمان جنبا إلى جنب، كحلفاء مترددين في المعركة لطرد أنصار الشريعة المنتمين لـ"القاعدة" خارج البلدات الخمس التي يسيطرون عليها في المحافظة. وقتل 60 من المقاتلين المحليين و33 جنديا خلال القتال من أجل استعادة لودر.

قال مداح اوال، وهو قائد ميليشيا آخر: "حفروا انفاقا ويختبئون في حفر". وأضاف مشيراً الى الجهاديين: "إنهم مجهزون بالدبابات والرشاشات الثقيلة وقاذفات الصواريخ التي استولوا على كميات منها من الجيش خلال العام الماضي. كما أن لديهم ترسانة من القنابل المصنوعة محليا. يملكون كل شيء عدا الطائرات".

وتدعي ميليشيا لودر أن غالبية المجندين الجدد في أنصار الشريعة هم من المراهقين الذين اجبروا وتم تخويفهم ليحملوا السلاح. وبعضهم، كما يقولون، قتلوا لرفضهم العمل كمفجرين انتحاريين.

وكان مهدي منصور هادي، 33 عاما، وهو رجل دين محلي، من اعضاء الميليشيا إلى أن جرح. ومن خلال دوره كزعيم ديني شجع السكان المحليين على حمل السلاح ضد المتمردين. وقال: "كنت أقول للناس إن من واجبهم الديني محاربة الأصوليين. القاعدة تتصرف ضد تعاليم الإسلام. وليس في ديننا أن نقتل الناس، وهم قتلوا اشخاصا كثيرين في ابين".

ويبدو ان "القاعدة" بالغت في إدخال نمط الحكم الذي اتبعته حركة طالبان، بما في ذلك التشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية وتقديم الخدمات الاساسية للسكان بهدف كسب تأييدهم، لكن الناس صدموا من قسوة الأصوليين، ومن الحرب التي يثيرونها حاليا.

وقال علي أسرالي، الذي هرب قبل ستة اشهر من بلدة جعار التي تسيطر عليها "القاعدة" :"أعطونا الكهرباء والماء والطعام مجانا. لكنهم جلبوا لنا الجيش. جلبوا لنا الحرب. ويموت السكان حاليا بسببهم".

من قاعدة عسكرية قريبة يصر جمال ناصر العقل، المحافظ الاقليمي، على ان افضل ما يمكن ان يفعله الغرب واميركا للتعامل مع تهديد المتشددين في هذه المنطقة الفقيرة هو من خلال المساعدة الاقتصادية والتنمية.

وقال العقل الذي عينه الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي: "القاعدة موجودة هنا بسبب الفقر…هذه هي اكبر مشكلة هنا في ابين".

وقبل مؤتمر اصدقاء اليمن في الرياض اليوم، اعلن ألان دنكان وزير التمية الدولية البريطاني عن رزمة مساعدات قيمتها 28 مليون جنيه استرليني. وقد شرد الصراع في ابين في السنة الماضية اكثر من 000،160 نسمة. وبالرغم من ان القتال في لودر قد انتهى، فان مدن زنجبار، وجعار والروضة وشقراء ما زال يتعين استردادها.

وقام الجيش بمحاولات عدة لاسترداد السيطرة على زنجبار، عاصمة المحافظة، لكنه لم يتمكن من ذلك. ويوجد للجيش 000،20 جندي في ابين، لكنه فشل في اخراج الاسلاميين الذين يقدر عددهم بـ2000 من الاماكن التي يحتلونها.

وفر صادق القد، 38، من زنجبار مع عائلته السنة الماضية وهو يعيش الآن في مدرسة سابقة حولت الى ملجأ للاجئين في عدن. وقال: "حتى لو عدنا لم يبق لنا شيء هناك سوى النسور والافاعي". 

زر الذهاب إلى الأعلى